الاثنين، 15 سبتمبر 2008

الزاوية البعيدة (9)


يرن الصمت كرذاذ في ذاكرتي يتحول مع اللحظات الى فقاعة كبيرة تتشكل...تكبر...تنفجر في وجهي محدثة ضجيجا عاليا ثم تنهمر في افقي كأنها الدمع.. لست حزينة لكني أعيد ترتيب أوراقي.. أراقب اللحظات التي تمر كمساحة بيضاء بلا شيء يخدشها بلا حروف تعطيها شكلا بلا نبض يقرأ عليها فاتحة الكلام


اقرأ القصائد التي كتبتها أصابعي اراها غريبة كما لو كانت ابنتي التي فارقتها دهرا، حتى الشوارع التي تركت عليها كثيرا من كلماتي اصبحت قاحلة وعارية مني ...هل آن الأوان .. الطائر الذي حلق منذ البداية يعود لسمائه ، يعود عاريا كالريح مفعما بالحزن كغيمة ماطرة ؟


أنا الان بلا قلبي بلا جاذبية تقيده ...انتمي للسماء كريح هاربة الى مدار ابدي، لاتقترب من أحد الا بالقدر الذي يستطيع الجرح ان يزهر فيها، لتتشح بالوان زاهية كانها الربيع .... أرى الغابات البعيدة تناديني كما لو كنت املك سر الخصب وجذر الماء... كما لو أن في أناملي لغة الكون ...أذهب بعيدا في التفاصيل أعيد تأهيل روحي في كل مرة تتشح بالموت لتنفعل ثانية مع النسيم، لتغني وحدها كمفردة، وتحلق عاليابلا جاذبية أو انتماء....


أنا لست حزينة لكني اعيد تركيب العمر كأنه لعبة كبيرة من الصور المبتورة ... اعمد دائما لوضع المنحنيات في نهاية الضلع الرابع ثم أعود تدريجيا إلى السماء والبحر ... الوطن على جانب هام لكنه قاتم من صورة مائلة للتفاصيل المتشابهة، أين اضع الوطن المذبوح وأنا اردد كل يوم ببلادة قاتمة ( موطني) واعود للنوم رغم الغصة متجاهلة الاطياف المحلقة في تفاصيل الالم ؟؟


افشل في أعادة ترتيب الاشياء رغم معرفتي أنني اقف في الزمان الخطأ والمكان المستحيل... انادي الاحبة لكن الصوت يمتطي الغياب ويستعيد موته الابدي... ماهي حياة الصوت قبل ان تقال الكلمات ؟؟ كيف عرفت الوطن حين زرت التفاصيل الصغيرة لاحلام الفلاحين الفقراء والمتعبين ؟؟ كيف عرفت أن الاولياء والشهداء ينامون في الصباح لتتعارك رغبات حزينة على قبورهم ليلا...!
****
أعترف أنني جرحت حتى صميم الروح واعترف ان هذا الجرح استطاع أن يفصل أخر خيط ربطني بأرض لم أعد انتمي لها ...أعترف أن الماء الراكد في روحي قد تلاشى تماما وأنني الآن احمل حقيبتي وانتظر....
انتظر ...

ليست هناك تعليقات: