الخميس، 20 نوفمبر 2008

الزاوية البعيدة (11)

هذا المرور العابر ما بين الحلم واليقظة جعلك تبدو كهالة تحيط بالفكرة التي تمر في مخيلتي لكنها لا تستجيب لحواسي الأخرى...
ربما لأنك لا تعرف المدارات العديدة التي اسلكها والتي جعلتني أتحول إلى طيف في سماء لا تعرفني... ربما أنك أيضا لا تدرك أن القصائد خبأت روحي ونثرتها ثم كبتْ كنجم أفل....
الروح التي أخذتها العيون وخبأتها كصور متكررة في أفق ذاهل، صور لم تعد تدري أي الاتجاهات تسلك لكنها تمضي غير عابئة بجهة وصول... الكلمات التي تحمل الروح على كفيها وتطرق القلوب تدرك أن الانفعالات جرتني لامضي وحدي لزاوية بعيدة أطل منها على الأفراح الصغيرة التي تسكن نجماً يومض كل مائة عام مرة واحدة ثم يختبئ في عتمة قلب كامن .. يدعي الموت!
ضجيج الحروف اسمعه خافتا لكنه يبتكر نبوءات صغيرة ويخبئها خلية نسيتها البرية فأحدثت خرقا في نظام الطبيعة كاملاً..
القصائد تخفي قدرتها الكامنة على الوثوب نحو القلب.. لكنها لا تفقدها... هل أحدثك عن القصائد؟؟
تلك التي حملت اسمي كتميمة وتركتني عارية أمام الأرواح الضالة ...والمكبلة أم أحدثك عن وجهي ؟؟
كلاهما القصائد ووجهي يحملان لغتهما الخاصة وبعثهما المتقدم ناحية الغياب الذي لا أدركه حتى أنا نفسي...
ما معنى أن ندرك الغياب؟؟ أن نقفز ناحية معنى كتاب انتهت صفحاته ؟ المعنى المستقل عن رسم الحروف واسر الأسطر المرتبة كوجه صارم ....
لكني لا أريد أن أتحدث عن كل هذا... أردت أن اتحدث عن القصيدة ... من الصعب أن نتحدث عن القصائد التي تتدفق بشكل لا نتوقعه ..وتأخذ بعضا منا وتمضي إلى وجودها المستقل عنا كبشر ....
القصيدة التي تعبر الحدود الفاصلة ما بين الحلم والحقيقة هي قصيدة اختارت توقيت وجودها بل وجودها بكامله... بعكس تلك القصائد التي تدعي وجودها ادعاء... القصيدة كائن مستقل عنا ..تماما كحروفنا التي تكتبنا وتمضي إلى نومها الهادئ..تماما كما ترقص النجوم ليلا في غيابنا...
* أتحدث عن قصيدة بعينها لكني لازلت اقرأها ...

هناك 3 تعليقات:

أحمد الخطيب يقول...

الهرول تجاه الحلم واليقظة مساحة مستفزّة، وايقونة لقراءة القصيدة من بابها الخفي، اقرئيني كذلك، ولنبحر في فضاء العودة

عائدة النوباني يقول...

المساحة المستفزة تلك هي التي تغريني بالتقدم أكثر نحو أفق المعنى...
سأقراك دائما أما العودة فهي التقدم نحو الآت ..

دمت بخير

عبد المجيد عامر محمد جابر يقول...

روعة وجمال حرف وسمو فكر وإيحاء عذب.