الجمعة، 8 مايو 2009

الزاوية البعيدة (12)



كأن هناك روح أخرى تحاول الوثوب أمامي لكن البحر يرجئ إرسال موجة تعيد للسكون جمر الروح...الاحتمالات تجوب الاماكن مثلي ... تتطلع نحوي ...تراقب الطريق بحذر او ربما بخدر ..هل اللغة قادرة على فهم ما تعانيه الروح في اشتباكها بالزمان والمكان ؟؟؟ الكتابة متى تتقد ومتى تنطفئ كقلب خذله الحب ؟ ماذا حدث في تلك الحواف المسننة بالالم والذكريات والحنين ؟؟؟ كيف نستطيع قراءة انفسنا ونحن نقف في الزمان الملتبس والمكان الخطأ ؟؟؟؟ الالم حاد والفكرة بعيدة والجنون مسجى في ركن ما.... حتى تلك الدموع التي تنهمر بسكون أبله لا تستطيع أن تجيب على نبض واحد...يزداد الالم حدة وتخاف الروح ...ما معنى (انا خائفة) من ماذا ولماذا وكيف ؟؟؟ لن تذهب الكلمة لكنها ارتسمت في الافق الشاهد على الكلمات، ما معنى (ابق قربي) الان بعد كل هذا الالم ؟؟؟ ما معنى ان تنساب الكلمات والحكايات من قلب القصائد لتعلن عن مقاصدها الحقيقية لتعلن عن الحقيقي والذي يرتدي قناعا ؟؟؟؟؟ الكلمات المحذوفة من القصيدة هل كانت ستقول كل ما لفظته السطور العمياء ؟؟؟ اين البياض البعيد حين كان يكتسي كونا وينهض في ذاكرة القادم ؟؟ (دون كاف) هكذا سقطت الامنية او صعدت للاله بلا عوائق ....الزمن يتحول الى شيء ما يعلن عن نفسه بطرق غير المتعارف عليها غير تلك التي تشي بالايام والاسابيع وحتى الشهور...بمسمياتها ...
(اني اعلم من الله ما لا تعلمون) ليست آيه فقط وليست تحريفا لها ، التعب يحتاج وقتا ليتحلل عن تكلسه المنطفئ ليشتعل القلب بسهولة هل سيوقفني ويقول لي ...(....) ماذا سيقول لي ؟؟؟؟ عندما نبحث عن ذواتنا ونتحسسها ثم نشتبك معها ... ثانية يصعد الالم الى عنق الروح ... في المنتصف تماما من الجسد...يعلم الالم متى يوجه سهامة هكذا يحضر بعض الصمت هل تصمت الاصابع ؟؟؟؟
البحر يناديني لكنني اتغاضى واصم اذنيي واسير في الدرب المقيدة اليه ... ساترك وصية ما في زجاجة وامضي ليومي العادي هل تستطيع الروح ان تستيقظ وحدها ؟؟؟ بمساعدة ؟؟؟ بغيرها... مرتبك هذا المساء ... تستدعيني الاماكن بالحاح غريب...فاسترق النظر حولي... الظل يمشيء يتقدم ..... اراه لكني لا ارك .... هل هرب منك الظل ام انت الذي تخفيت وتركته يسير بغير هدى .... رغم ان البحر راقبني طويلا ومدينة له باعتذار الا انني لازلت استطيع ان اخذ الكلمات العادية وابحث عنك في البياض البحر سيحمل روحي وكلماتي .... وسوف اختفي من هنا لاظهر في اماكن لا تخطر على بال... تماما كالاختفاء الغامض لنهر جف فجأة وانتهى الامر ان الغيمة تزني لتستعيد وعيها بالخصب... هل غاب النبض يوما ؟؟ لثوان ؟؟؟ لدقيقة واحدة ؟لثانية تتحد نهايات الافكار بها وتمضي الروح بجرحها نحو الاماكن البعيدة لتنتظر موتها كالافيال ؟؟؟؟

هناك تعليق واحد:

عبد المجيد عامر محمد جابر يقول...

بوح عذب وجميل، فيه وهج العاطفة والصدق الفني