السبت، 5 سبتمبر 2009

الزاوية البعيدة (16)


(مهداة إلى توفيق لام .. بطل رواية المسرات والمواجع)*

الهلع ... تلك الكلمة التي تشع كمئات النجوم المعتمة ...تنغرس في الروح قلاعا حادة .. أعمدة للجنون... أبواب من العيون القاتلة.. لا نسأل عن حقيقتها لكننا نتلاشى في تيارها كنبض دائم المسير.... عندما اقتربت من روحك (*) أخذني الفزع... سار بي نحو المنحنيات الكثيرة في الزمان المتكوم قربي... أو كصندوق مغلق وكتب مبعثرة ... كانت الأنثى تسير في الروح ككرة ترتطم في الجدران المسننة ... وكنت أراك من زوايا عديدة ... كنت أراقب الدروب التائهة .. الخطوات المتعبة ... الشارع الجاف والناس الذين لايزورون أنظارنا سوى لحظات عابرة ...الحلم الذي يتلاشى كدخان لا يعود صوابا او خطأ ... (كاميلا) تبتعد موجة حادة ترتطم بشاطئ هادئ... تقلب رماله .. تحاول ان تتمسك باظافرها الحادة باليابسة لكنها تتلاشى ... (آديل) طيف يتلاشى ليس لان الرسائل لا تصل... وليس لان الحياة لا تأتي بالمسرات ولكن لان الاطياف لا تبقى طويلا.... تتلاشى في عالمها ونبقى في البُعد الخاطئ نجتر الذكريات ....

(انوار) امرأة الحلم العابر .... كنت تبحث عن دفء في كل الزوايا فاخذتك الفكرة نحو الدروب الوجلة.... (أنوار) طيف آخر لكنه أكثر ثباتا في التزامه بوجوده الطيفي.... أكثر قدرة على ازهاق اللحظة الخادعة واللحظة المغامرة التي تبقي في القلب الما يتجدد....

لا تنتظر أن اتحدث طويلا عن حلم نراه في البعد... في دروبنا الوحيدة القاسية يلوح كألم حاد لكنه لذيذ وصادق في دفئه... في الرصيف المبتل في اللحظة الزمانية الاشد وطأه ... تحت القصف أو ما حوله ... تبدو الفكرة اشد وضوحا من رصاصة (روليت) قاتلة ستجئ حتما لان النهايات ... نهايات أعمارنا .. مفاجأة صغير في دروب الاخرين ....

----------

* رواية المسرات والمواجع تأليف فؤاد التكريلي

ليست هناك تعليقات: